شكل الفك العلوي من الداخل يحدث بعض التغييرات في شكل الفك العلوي من الداخل نتيجة عوامل وراثية أو مشاكل في النمو مما يترتب عليه ظهور الضب أو انحراف الفك العظمي بالكامل، وتلك المشكلة شائعة للغاية بين الأشخاص المقبلين على عيادات الأسنان، ولكن تطورت التقنيات الطبية المستخدمة في علاجها والتخلص منها للأبد، واليكم أهم التفاصيل.
شكل الفك العلوي من الداخل
شكل الفك العلوي من الداخل يعد الفك العلوي جزء من عظام الجمجمة وهو الجزء الوحيد الثابت الغير متحرك على الاطلاق، حيث انه يقع بشكل مائل إلى الجهة الأمامية فوق الفك السفلي ويطلق علي تلك المسافة الواقعة بينهما البعد الأمامي.
يقسم شكل الفك العلوي من الداخل إلى أربعة قواطع تقع في منتصف الفك يساعدان على تكسير الطعام و انتقاله إلى الجزء الخلفي من الفم، وأربعة ضواحك و4 ضروس تتمثل وظيفتها في البدء بتقطيع جزيئات الطعام وطحنها تدريجياً، و2 أنياب أمامية من الجهة اليمنى واليسرى وهي تلعب دور أساسي في عدم حدوث احتكاك وتصادم بين أسنان الفك العلوي والسفلي، وأخيراً 2 ضروس العقل الخلفية.
كما يساهم الفك العلوي في إعطاء مظهر الوجه الملامح الطبيعية، حيث أنه يمثل عنوان الابتسامة للوجه والجاذبية للآخرين، حيث أن يواجه فئة كبيرة من الأشخاص مشاكل الأسنان تدور حول اعوجاج أو الضب وهذا يؤثر بشكل سلبي على المظهر الجمالي والحالة النفسية أيضاً.
ولهذا عند ملاحظة أي تغيير في الأسنان بداية من مراحل الطفولة حتى البلوغ يجب الذهاب الى عيادة الأسنان لعمل فحص شامل للفم واللثة والأسنان لتشخيص المشكلة التي يواجهها المريض وتحديد الخطة العلاجية المناسبة.
أسباب تغير شكل الفك
هناك العديد من الأسباب المرضية والعيوب الخلقية التي تؤدي إلى تغيير في شكل الفك العلوي من الداخل، ومن أبرزها:
- وجود عوامل وراثية من الأب والأم منذ ولادة الطفل بفك علوي مائل جزئياً إلى الأمام.
- زيادة في هرمون النمو المسبب لتضخم أنسجة وخلايا الجسم بالكامل وخاصة الأجزاء الطرفية مثل الفك.
- مرض التعظم الطرفي.
- متلازمة وراثية نادرة تسمى وحمة الخلايا.
- خلل في شكل انتظام الأسنان داخل الفم.
- نمو أورام حميدة غير متوقعة في أنسجة الفم.
- التعود على الشهيق والزفير من الفم لمدة طويلة.
- ممارسة التمارين والعادات الخاطئة التي تكرر من دفع اللسان إلى الأمام.
- تعود الطفل الرضيع على مص إصبعه لسنوات طويلة، أو استخدام اللهاية الطبية المتداولة في الصيدليات للسيطرة على بكاء الطفل.
انحراف الفك العلوي
انحراف شكل الفك العلوي من الداخل هو عبارة عن مرض شائع يتعرض له العديد الأشخاص حيث تصبح اسنان الفك العلوي غير متناسقة مع الفك السفلي بشكل صحيح، ويتم تحديد درجة الانحراف على حسب التشخيص بالأشعة التصويرية.
يؤثر انحراف الفك بشكل سلبي على حياة الشخص خاصة في الحالات الشديدة، حيث يسبب صعوبة في مضغ الطعام ويشعر المريض بفقدان الشهية، وخلل في مخارج الحروف، واضطراب في عملية التنفس بشكل سليم، كما أنه يؤدي إلى الشعور ببعض الآلام والانزعاج عند النوم.
وتختلف الطريقة العلاجية على حسب سن المريض ودرجة الانحراف، حيث يتناسب تقويم الأسنان بشكل أكبر مع الأطفال ومرحلة البلوغ أو الخضوع لإجراء عملية جراحية لكبار السن والانحراف الشديد.
تراجع الفك العلوي
هي عبارة عن حالة مرضية نادرة يصبح فيها شكل الفك العلوي من الداخل صغير للغاية ومنحرف بشكل مستقيم إلى الخلف نتيجة ضعف النمو، وذلك يجعل الفك السفلي كبير للغاية، وينتج عنه المضاعفات التالية:
- اضطراب تنظيم صفوف الأسنان.
- تسوس الأسنان في سن مبكر.
- آلام مزمنة ومستمرة في مفاصل الفك.
- يصبح شكل الوجه والفك غريب ومزعج لدى المريض، وذلك يقلل الشعور بالثقة بالنفس، والإصابة بالاكتئاب.
- اضطرابات الجهاز التنفسي.
- عدم القدرة على المضغ الجيد والبلع.
- تعرض الأسنان السفلية للكسر بسهولة نتيجة الاصطدام بسطح حاد.
- تحمل عملية المضغ على الضروس الخلفية مما يعرضها للتسوس بسرعة.
- تغيير في الصوت وطريقة الكلام.
- تعرض الفم من الداخل للبكتيريا والميكروبات اللاهوائية بشكل كبير.
- التهاب اللثة وانتفاخها.
- الإصابة بمرض دواعم الأسنان.
- التهاب الجذور العصبية، وهنا يصبح المريض غير قادر على تناول المشروبات الباردة أو الساخنة.
وفي تلك الحالة يقوم طبيب أخصائي جراحة الإنسان بتحريك عظام الفك العلوي من مكانها إلى الأمام باستخدام جهاز معين، وذلك من أجل ترك فرصة لنمو الأنسجة بشكل سليم على المدى البعيد، ثم يخضع المريض لتركيب التقويم لتعديل صوف الأسنان الغير مرتبة.
علاج بروز الفك العلوي
تتعدد الطرق العلاجية المستخدمة في علاج مشاكل الأسنان التي تخص الفك العلوي من حيث الانحراف والبروز واعوجاج الأسنان، ويعتبر التقويم من احدث الوسائل التي ينصح بها للتخلص من عيوب الأسنان الأمامية وذلك فقط في الحالات البسيطة والمتوسطة.
ولكن هناك تغيرات شديدة تحدث في شكل الفك العلوي من الداخل منذ البلوغ تتسبب في ظهور الضب، وهنا يلجأ الأطباء إلى التدخل الجراحي لوجود خلل في بناء ونمو الخلايا العظمية للفك والتي قد تزداد سوءاً على المدى الطويل.
كما أن هناك تقنية تداولت في الآونة الأخيرة تسمى الابتسامة الرقمية، حيث يتم تحضير قوالب وتيجان بحجم وسمك الأسنان الطبيعية، وتركيبها بشكل موضعي حيث أنها تجعل مظهر السن أقل بروزاً، ولكن ينصح بالعناية بنظافة الفم والقالب المستخدم للحد من العدوى البكتيرية أو الجراثيم.
هل التقويم يعالج بروز الفك العلوي
نعم، يعد التقويم بكل أنواعه من أهم الطرق الرئيسية لعلاج بروز الأسنان وعظام الفك المنحرفة للأمام، ويتم ذلك تحت ايدي طبيب مختص بعد إجراء الأشعة من أجل تحديد نوع البروز.
حيث أن بروز الأسنان يعالج بواسطة التقويم وتظهر نتائجه الفعالة في خلال ثلاثة أشهر من تركيبه، وذلك على عكس الانحراف العظمي يحتاج إلى تقويم من النوع القوي لتعديل وضع عظام الوجه في الاتجاه السليمة، وفين حين أن المريض اجتاز فترة البلوغ يفضل إجراء عملية جراحية للوصول إلى النتيجة المرغوب بها.
وهناك بعض الحالات التي تستلزم إجراء جراحة الفك وتركيب التقويم بعدها مباشرة لتحقيق أعلى نسبة من النتائج الناجحة، مثل: صعوبة غلق الفك، عض اللسان أثناء المضغ، تغير شكل الفك العلوي من الداخل، تشوه شكل الأنف مثل البروز الامامي أو الجانبي ولكن في تلك الحالة يستدعي عمل عملية تجميلية للأنف بعد الفك مباشرة.
وتتم العملية الجراحية بشكل عام عن طريق عمل شق قطعي في عظام الفك وتنعيمها وتشكيلها بشكل طبيعي مع ملامح الوجه، ولكن في الفك العلوي تكون أكثر صعوبة حيث يتم فصل عظام الفك بالكامل ووضعه بشكل طبيعي ثم يثبت بمسامير طبية مصنوعة من مادة التيتانيوم إضافة إلى الألواح المعدنية.
ولكن بعد تناسق الفكين في وضعهما الصحيح تتغير شكل الخلايا العظمية للوجه وتبدأ في النمو في المكان الطبيعي وتندمج مع أنسجة الخدين والوجه بالكامل، ومع مرور الوقت يتحسن مظهر الوجه ويتخلص المريض من المشاكل الوظيفية في المضغ وغيرها التي نتجت عن بروز وانحراف الفك.
الخاتمة :
وأخيراً، لا داعي للقلق بشأن ظهور تغييرات غير طبيعية ومزعجة في شكل الفك العلوي من الداخل حيث يمكن تعديله عن طريق التقويم المعدني أو العمليات الجراحية تحت أيدي كبار أطباء الأسنان المتخصصين لضمان نجاح الخطة العلاجية.